شرح الصورة: فابيان كانتشيلارا (27 عاما) يجتاز خط وصول سباق ميلانو-سان ريمو يوم 22 مارس 2008 (Reuters)
علق جمهور سويسرا آمالا كبيرة على ابن كانتون برن، فابيان كانتشيلارا، الذي يـُعدّ إلى جانب بطل كرة المضرب العالمي روجيه فيديرر، الرياضي السويسري الأوفر حظا للفوز بميدالية خلال الألعاب الأولمبية التي ستحتضنها بكين قريبا.ففي 13 أغسطس 2008، سيحاول كانتشيلارا انتزاع الذهب خلال سباق الدراجات ضد عقارب الساعة.
"إنني أنتظر هذا الموعد منذ أربعة أعوام! أعلم جيـّدا أن الأمر لا يتعدى سباقا ضد عقارب الساعة. لكن هذا السباق بالذات أكثر أهمية من غيره وسأبذل قصارى جهدي للفوز به". هذا التصريح تردّد على لسان فابيان كانتشيلارا منذ عدة أسابيع، وها هو الآن يقترب من الموعد الحاسم...
وبعد تألقه في بداية موسم 2008 بالفوز بسباق الخمسة أيام في "تيرينو أدرياتيكو" و"ميلانو-سانريمو" بإيطاليا، برز البرناوي خلال طواف سويسرا وبصورة أقل في طواف فرنسا، وإن كان قد بذل جهدا كبيرا.
وكان فابيان كانتشيلارا قد نجح في عام 2007 – بفوزه بمرحلة افتتاح السباق التي انطلقت من لندن وبالمرحلة الثالثة من الطواف – في تحقيق إنجاز الاحتفاظ بالقميص الثمين الأًصفر لزعيم السباق لمدة سبعة أيام.
"سبارتاكوس" سويسراتمتـُّع كونتشيلارا بقوة بدنية عالية تُساندها قوة معنوية هائلة تضاهي تلك التي يشتهر بها محاربو ومصارعو القصص التاريخية والأساطير، جعل أعضاء فريقه يُلقبونه بـ "سبارتاكوس" (نسبة للعبد الذي خاض ثورة العبيد الثالثة ضد الرومان عام 71 قبل الميلاد).
ومِثْل ذلك المُتمرد الروماني، يُراكم فابيان كانتشيلارا الانتصارات، وتتزايد شهرته ضمن المُتسابقين خاصة وأنه حاز مرتين على لقب بطل العالم لسباق الدراجات ضد عقارب الساعة (في 2006 و2007)، مما يجعله الأوفر حظا للفوز باللقب الأولمبي لهذه الرياضة في بكين.
وكان إيفان جيرار، مُدرب الفريق الوطني للناشئين من 1997 إلى 2005، قد صرح العام الماضي في أعمدة صحيفة "لاغريويير" (تصدر في كانتون فريبورغ) بأن الشاب كانتشيلارا يتواجد بالفعل "فوق المستوى" من حيث التوقيت.
وقد تمكـّن كانتشيلارا، بفضل مُميزاته الجسدية والنفسية، من الفوز بالعديد من السباقات الكلاسيكية مثل "ميلانو-سان ريمو" أو "باريس-روبي" العام الماضي، ليتحول بذلك إلى ثاني سويسري يحقق النصر في سباق يُطلق عليه أيضا "جحيم الشمال" ... بعد مُرور 83 عاما من إنجاز مُواطنه هايري سوتير.
بـكين.. أو الهدف ذو الأولويةلكن التتويج الرئيسي لمشوار كانتشيلارا الرياضي، ربما قبل فوزه يوما ما بطواف بارز مثل جولة "جيرو" (إيطاليا) أو طواف فرنسا، قد يكون على الطرق الصينية حيث سيحاول انتزاع ميدالية أولمبية وحيث يعتبر أفضل المُرشحين للفوز بالبطولة.
فمنذ أشهر عديدة والمُتسابق البرناوي يستعد بدقة مُتناهية لموعد 13 أغسطس 2008؛ وقد حصل على رخصة الذهاب إلى الصين مُرفقا بمُدلك وبميكانيكي من فريقه CSC الدنمركي. وقال عن هذه الخطوة "أعلم من خلال تجربتي أنني لا أستطيع العمل على الوجه الأمثل مع أناس لا أعرفهم جيدا ولا يعرفون احتياجاتي بالضبط. وأنا الآن أشعر بالاطمئنان لأننا نتفاهم بشكل شبه آلي".
الضغط يولد طاقة إيجابيةولئن كان فابيان كانتشيلارا قد شاهد مسيرة السباق الأولمبي على أقراص الفيديو الرقمية، فإنه حريص على التوجه إلى الصين مُبكرا بما فيه الكفاية للتعرُّف بنفسه على المسالك التي قد تشهد إنجازاته المُستقبلية.
وأوضح في هذا الصدد "لقد تحدثت في مناسبات عديدة مع مسؤولين في الجمعية الأولمبية السويسرية والفدرالية الوطنية لمُتسابقي الدراجات الهوائية، لكنني لا أستطيع تكوين فكرة واضحة إلا بعد وصولي إلى عين المكان. وستكون عملية التأقلم أسهل إذا ما ذهبت إلى هناك مُبكرا، مما سيتيح لي أيضا اختيار أفضل مكان للتدريب".
ويؤكد الرياضي السويسري بنبرة تفاؤلية بأن لديه ما يكفي من الخبرة لإدارة "سباق ضد الساعة" ولئن كان هذا السباق يحظى بأهمية خاصة لديه، مُضيفا: "تعلـّمتُ على مر السنين كيفية استخدام الطاقة المُلازمة للضغط الذي يفرضه مثل هذا الموعد الرياضي. فإذا تركتم الضغط "يلتهمكم"، تكونون قد خسرتم السباق مُسبقا. وهذا ما لن
أسمح به"
c.ronaldo